• السعودية تؤكد الموازنة بين مصالحها الاقتصادية وبقاء النفط مصدرا للطاقة

    10/05/2010

    في كلمة ألقاها أمس في الدوحة خلال افتتاح أعمال مؤتمر الطاقة العربي التاسع: السعودية تؤكد الموازنة بين مصالحها الاقتصادية وبقاء النفط مصدرا للطاقة



    المهندس علي النعيمي يلقي كلمته.
     
     
     

    جددت السعودية تأكيداتها على أًنَّ الوقودَ الأُحْفورِي الذي من أهمِّ مصادرهِ البترول، سيستمرُ في القيامِ بدورٍ رئيسٍ كمصدرٍ للطاقةِ لعدةِ عقودٍ مقبلة، وأن ذلك يَعْني استمرار مساهمة العالم العربي الذي يملك نحو 58 في المائة من احتياطيات العالم من النفط, في النموِ الاقْتِصَادي والرخاءِ الإنْسَانِي. وأكد المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة والعالم يدركان أن المملكةُ بَنَتْ استراتيجيتَها البتروليةِ على الموازنةِ بين مصالِحِها الاقتصاديةِ، وبقاء البترولِ كمصدر أساس للطاقةِ عالمياً لأطول فترةٍ ممكنةٍ، في الوقتِ الذي تَهْدِفُ فيه استراتيجيةُ الغازِ إلى تحقيقِ أَعْلى مَرْدود اقتصادِي واجْتِماعي للمملكة.
     
    في مايلي مزيد من التفاصيل:
     
    أكد المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة والعالم يدركان أًنَّ الوقودَ الأُحْفورِي ومن أهمِّ مصادرهِ البترول، سيستمرُ في القيامِ بدورٍ رئيسٍ كمصدرٍ للطاقةِ لعدةِ عقودٍ مقبلة، مشيرا إلى أن ذلك يَعْني استمرار مساهمة العالم العربي الذي يملك نحو 58 في المائة من احتياطيات العالم من النفط في النموِ الاقْتِصَادي والرخاءِ الإنْسَانِي.
    وأوضح المهندس النعيمي أن المملكةُ بَنَتْ استراتيجيتَها البتروليةِ على الموازنةِ بين مصالِحِها الاقتصاديةِ، وبقاء البترولِ كمصدرٍ أساسٍ للطاقةِ عالمياً لأطولَ فترةٍ ممكنةٍ، في الوقتِ الذي تَهْدِفُ استراتيجيةُ الغازِ إلى تحقيقِ أَعْلى مَرْدودٍ اقتصادِي واجْتِماعي للمملكةِ، ويتمُ استغلالِ موارِدِها من البترولِ والغازِ الطبيعي، لِتوليدِ الطاقةِ وتحلية المياهِ، وللتصنيعِ، وبالذاتِ استخدامُ الغازِ كلقيمٍ للصناعاتِ البتروكيميائِية.
    وقال النعيمي خلال كلمته التي ألقاها ضمن أعمال منتدى الطاقة العربي التاسع الذي انطلقت أعماله أمس في الدوحة "من هنا فإنَّه على الدولِ العربِيةِ المُنْتِجةِ للبترولِ الاستمرارُ في القيامِ بدورٍ إِيجَابِي نحوَ استقرارِ السوقِ والصناعةِ البتروليةِ، وتعزيزِ التعاون الدُّولي في هذاْ الشأنِ. وأَنْ تَسْعى إلى استمرارِ البترولِ كمصدرٍ أساسٍ للطاقة.
    ونوه النعيمي بأن المملكة حافظت على مَرْكَزِها الرِّيادي في الصِناعةِ البتروليةِ، كأكبرِ مُصدِّرٍ للبترولِ في العالمِ، وباحتياطاتٍ تَصِلُ إلى ما يزيدُ على 22 في المائة مِنْ الاحتياطي العالمي، كَمَا طَوَّرتْ المملكةُ قُدرَتها الإنتاجية، وحَاْفظَتْ على مستوى الاحتياطِي المُؤكَّدْ، حيثُ يتمُ تعويضِ الكمياتِ المُنتجةِ باكتشافاتٍ جديدةٍ، واستمرتْ المملكة كذلك في تطويرِ احتياطياتِها من الغازِ الطبيعي، وَرَفَع قُدْرَتِها الإنتاجيةِ، وتم فَتْحُ الاستثمارِ العَالمي في اكْتشافِ الغازِ الطبيعي حيثُ تم مَنْحُ أربع امتيازاتٍ لعددٍ من الشركاتِ العالميةِ عام 2004م في منطقة الرُبْع الخَالي، وفي مِسَاحةٍ تَصِل إلى 332 ألفَ كيلو مترٍ مربعٍ.
    وأوضح النعيمي أن الحديثَ عن الطاقةِ وإمداداتِها أَمْرٌ في غايةِ الأهمّيةِ، حيثُ تُعْتَبرُ الطاقةُ الوقود المحركَ الرئيسَ للاقتصادِ العَاْلَمِي، وَهِيَ وَقُودُ التَّنميةِ الاقْتِصَادِيةِ، وما يَنْجمُ عَنْها مِنْ ازدِهَارٍ وتَطَوُّرٍ، فجميعُ شعوبِ العالمِ في حاجةٍ إلى لطاقةِ للحفاظِ على اقتصادياتِها وعلى رَخَاءِ مُجتَمَعاتِها. وَمِنْ مُنْطَلقِ سِيَاسَةِ المَمْلكَةِ العَرَبِيةِ السُّعودِيةِ التِي تُرَكِّزُ على المساهمةِ بشكلٍ إيجابي وبنَّاءٍ في نُموِ الاقتصادِ العَالمي، والرخاءِ الإنْسَانِي، تَسْعى المَمْلكةُ إلى المُحَافَظَةِ على إمْداداتِهَا مِنْ الطَاقةِ عَاْلمِياً، مع المُحَافظةِ على طاقةٍ إنتاجيةٍ فائِضةٍ لاستخدامِها عندَ الحَاجةِ، والاستمرارِ في سياستِها المعتدلةِ تجاهَ السُّوقِ البتروليةِ العالميةِ سواء مِنْ خلالِ مُنَظَّمةِ الأوُبِك أَوْ خَارِجِها.
    وبين وزير البترول والثروة المعدنية أنَّ للدول العربيةِ أَهميةٌ عالميةٌ كُبْرى، نظراً لما تَمْتَلِكَهُ من احتياطياتِ البترولِ والغازِ، حيثُ تُشكِّلُ الأُولى عام 2008م نحو 58 في المائة من إجمالي الاحتياطِي العالَمِي، بينما احتياطياتِ الغازِ الطبيعي 30 في المائة.
    وأضاف" هذه الاحتياطياتُ الضخمةُ، مع احتمالِ وجودِ احتياطياتٍ أخرى لَمْ تُكْتشَفْ بَعدْ، يَعْني أَنَّ هذهِ المنطقةِ ستستمرُ في تبوء أهميةٍ خاصةٍ في صِناعةِ وتجارةِ البترولِ العالميةِ، ولعدةِ عقودٍ مقبلةٍ. ولدينا أبعادٌ بتروليةٌ ثلاثٌ رئيسةْ، علينا أن نُولِيْها اهتماماً خاصاً، وذلك على المُسْتوى العَالمِي، والمُسْتوى الإقليمي، والمستوى' المَحلِي".
    وحول جهود المملكة على مُسْتوى الأُوبك شدد النعيمي "حَرَصَت المملكةُ على دَعْمِ التَّعاوُنِ، وتعزيزِ وتَطْويرِ التَنْسيقِ بين الدّولِ الأَعضاءِ للمُحَافظةِ على المَصَالحِ المشتركَةِ بَيْنَها، مِنْ أجلِ الحُصُولِ على عائداتٍ عادلةٍ للدولِ المُصّدرةِ للبترولِ، وفي الوقتِ نَفْسَهُ عَدَمَ الإِضْرارِ بالاقتصادِ العَاْلمي، فيما تربط المملكةُ خارْجَ الأوبك علاقاتٍ ثنائيةٍ وثيقةٍ مع أَغْلبِ الدُّولِ المُسْتهلِكةِ والمُنْتِجةِ للبترولِ، كما أَنَّ المملكَة لها نَشَاطٌ ملحوظٌ في عَديدِ مِنْ المنتدياتِ الاقتصاديةِ الدوليةِ، مثلُ منتدى الطاقةِ الدُّوَلي الذي يُركِّزُ على التعاونِ بين الدولِ المُنْتجةِ والدُولِ المُسْتَهلكةِ للبترولِ، الذي تُوجدُ أمانَتهُ في مدينةِ الرياضِ".
    وتابع النعيمي"في الشَّهْرِ الماضِي صَدَر بيان كَانْكون من أَجْلِ تَوْسعةِ أنشطةِ الأمانةِ العامةِ لِلْمُنتدى، وَمَنْحُها أهميةٌ أكبَر على المستوى الدُّولي، وضمانَ استمرارِ أَعْمالِها، كما تطرقَ الاجتماعُ الوُزَارِي في كانكون إلى مواضيعَ أُخْرى هامةْ مثلُ تَذبْذُبِ أَسْعارِ البِتْرُولِ، والفقرَ واحتياجاتِ الدولِ الناميةِ".
    وَمِنْ ضِمْن المنتدياتِ المهمةِ مَجموعة العِشْرينِ، التي تُمَثِّلُ أكبَر اقتصادياتِ العالمِ، حيثُ تُعْتَبَرُ المملكةُ العضوَ الوحيدَ فيها مِنْ الدَّولِ العربيةِ، ومِنْ دُولِ الأُوبك، وتسعى المملكةُ في هذا المُنتدى إلى الدِّفاعِ عن مَصالحَ ومواقفَ الدولِ العربيةِ، والدولِ البِتْرُوليةِ.
    وفي جانبٍ آخرٍ قال النعيمي إنه ومن منطلقاتٍ بيئيةٍ، فإن المملكة تسعى لجعل البترول مُتوافِراً وَصَديقاً للبيئةِ مِنْ خلالِ التَقْنياتِ المتقدمةِ، ومِنْ هذا المُنْطلق فإنَّه علينا كدولٍ عربيةٍ مُنْتجةٍ ومُصدِّرةٍ للبترولِ أنْ نُركِزَ على التَقْنيَةِ وأنْ يكونَ لنا حُضُورُنا ومُشَارَكاتُنَا الدوليةِ القويةِ، وبشكلٍ إِيجَاْبي وَعَلمي، في القضايا التي تَهُمُّ البترولَ والبيئةْ.
    ودعا النعيمي خلال الكلمة إلى ضرورة تعاوُن وتكامُل الدول العربية في التحدياتٍ والقضايا المُتَشابِهةٍ في الصناعةِ والسياسةِ البتروليةِ، وفي مجالاتِ الطاقةِ بشكلٍ عامٍ، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى تَشْجِيع وتَسْهِيل المشاريعِ والاستثماراتِ المشتركةِ التي يقومُ بها القطاعُ الخاصِ، إلى جانب تطويرِ التعاونِ في التعليمِ الفنِي والدراساتِ والأبحَاْثِ في صناعةِ الطاقةِ، وتَبَادُل الخبراتِ في هذا المجالِ.
    وقال "نحنُ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ نُدركُ أن الصناعةَ والسوقَ البتروليةَ الدوليةَ تتميزُ بتغيُرِها، وتطوراتِها المُسْتمرةِ والمختلفةِ، ما يستدعي أن نَكونَ حَذِرِين وقادرِين على التَعامُلَ مع مختلفِ التطوراتِ والتحدياتِ، وكما ذكرتُ سابقاً فإنَّ مَوضوعَ العلاقةِ بين الطاقةِ والبيئةِ بَدَأ في أخذِ أهميةٍ محليةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ متزايدة".
    وفي هذا المجالِ فإنَّ المملكةَ تهدفُ إلى أنْ تصبحَ مركزاً عالمياً رئيساً في مجالِ الأبحاثِ ودراساتِ الطاقةِ، من مراكزَ للبحثِ العلمي، وجامعاتٍ ومعاهدَ عالميةٍ متخصصةٍ، ونقلَ التقنيةَ وتوطينِها، ففي أرامكو السعودية تمَّ إنشاءُ مركزٍ للأبحاثِ والتطويرِ تتمثل مهامَهُ في إجراءِ الأبحاثِ الرائدةِ، وإدخالِ التقنياتِ الجديدة، وتوفيرِ الخَدماتِ الفنيةِ المتخصصةِ.
    من ناحيته أشاد عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة خلال افتتاحه فعاليات مؤتمر الطاقة العربي أمس في الدوحة ـ نيابة عن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ـ بالدور الذي تلعبه قطر في إمداد الأسواق العالمية بالنفط الخام والمواد البترولية خاصة الغاز الطبيعي عبر الأنابيب أو في شكله المسال، لافتا إلى أن قطر هي أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم مع إنتاج نحو 77 مليون طن في نهاية هذا العام تصدر إلى جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الغاز القطري يصدر عبر الأنابيب إلى الإمارات وسلطنة عمان وهو ما يشكل حجر أساس متين في عملية التعاون العربي في مجال الغاز الطبيعي.
    واكد العطية أن الدول العربية تلعب دوراً مميزا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة، مشددا على أن هذا الدور سيزداد أهمية في السنوات والعقود المقبلة نظرا لما تحتويه منطقتنا من احتياطات ضخمة مؤكدة من النفط والغاز الطبيعي، وعملها الدؤوب على تطوير هذه المصادر إضافة إلى امتلاكها مصادر طاقة جديدة ومتجددة وأهمها الطاقة الشمسية التي لا بد من تطويرها والاستفادة منها.
    وقال إن المؤتمر سيتطرق إلى مواضيع تهم البلدان المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، وستتناول حلقات النقاش خلاله التطورات الأخيرة في أسواق البترول الدولية وانعكاساتها على الدول العربية ومصادر الطاقة في هذه الدول واستهلاكها وإمكانيات ترشيدها.
    وفي جانب آخر استبعد وزير الطاقة القطري أمس عقد أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اجتماعا استثنائيا بسبب الانخفاض في الأسعار.
    وقال العطية للصحافيين على هامش افتتاح المؤتمر العربي التاسع للطاقة "ليس هناك اقتراح لعقد اجتماع استثنائي لأوبك". وكان وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد عبد الله الصباح اعتبر السبت أنه يتعين على "أوبك" أن تعقد اجتماعا قبل اجتماعها الدوري في أكتوبر إذا ما انخفضت الأسعار إلى ما دون 65 دولارا للبرميل. وسجلت أسعار الخام انخفاضا قويا على مدى الأسبوع الماضي بسبب المخاوف من الأزمة المالية في اليونان.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية